07.03.2024

كسر الحواجز: المنظور الفريد الذي تضفيه المرأة على منظومة ريادة الأعمال

 في ظل عالم ريادة الأعمال الديناميكي المفعم بالحيوية، غالبًا ما يتم إغفال الإسهامات القيّمة للمرأة، ومع ذلك، فما زالت الدراسات تبرهن، واحدة تلو الأخرى، أن المرأة تضفي على ساحات الأعمال منظورًا فريدًا يتسم بالابتكار والصمود والمرونة والشموليّة. ولا شك أن الاعتراف بأهمية هذه النظرة المميّزة للمرأة، بل واحتضانها وتشجعيها، لا يتعلق فحسب بالتوجه العالمي الذي يدعو لاعتناق مبادئ التنوّع، بل يشكّل أيضًا ميزة إستراتيجيّة تُثري مشهد ريادة الأعمال وتدفعه نحو آفاق أشمل وأسمى من النمو والنجاح.  

 فمن خلال الالتزام بمبادئ القيادة الحقيقية التي تراعي احتياجات كل فردٍ في فريق العمل، وتعزيز الروح التعاونيّة، وتطبيق الأساليب المبتكرة لحل المشاكل، نجحت المرأة في إرساء مفاهيم جديدة لعالم الأعمال وتحدي الأنماط التقليديّة السائدة، الأمر الذي يمهد الطريق لمستقبل أكثر شمولًا وتنوّعًا ومساواةً وازدهارًا لمنظومة ريادة الأعمال.  

لمحة عن دور المرأة في مشهد ريادة الأعمال البحريني 

شهدت السنوات الأخيرة نموًا ملحوظًا لأعداد النساء البحرينيات اللواتي دخلن ميدان ريادة الأعمال، ما يشكّل نقلة نوعيّة لمشهد الأعمال بشكل عام في المملكة. وفي ظل زيادة إمكانية الوصول لالموارد بسهولة أكبر، وتوافر برامج التمويل الفعّالة على غرار برنامج ريادات، وبرامج الإرشاد والتوجيه، وما توفره المملكة من منظومة داعمة على جميع الأصعدة، بدأ المزيد من النساء في اختيار ريادة الأعمال كمسار وظيفي واعد يساعدهن على إطلاق العنان لقدراتهن وطاقاتهن في الابتكار ويعزّز بشكل كبير من دورهن في دفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام في البحرين. 

وتبرهن أحدث الإحصائيات على الدور المحوري للمرأة البحرينيّة في عالم ريادة الأعمال، إذ شكلّن نسبة 58% من إجمالي السجلات التجاريّة الافتراضيّة النشطة للبحرينيين خلال الربع الثالث من العام 2023، ونسبة 49% من إجمالي أصحاب السجلات التجاريّة الفرديّة النشطة.  

المزايا الفريدة التي تأتي بها المرأة لعالم ريادة الأعمال 

بمناسبة اليوم الدولي للمرأة، نود أن نلقي نظرة على المزايا الفريدة التي تأتي بها المرأة لعالم ريادة الأعمال، مما يسلّط الضوء على أهمية تشجيعها ودعمها لخوض هذا الميدان.  

1. أسلوب القيادة التعاونيّة 

من ضمن السمات الفريدة التي تتحلّى بها رائدات الأعمال هي ميلهن لتبنّي أسلوب القيادة التعاونيّة. إذ يساهم شغفهن الطبيعي بخلق أجواء يسودها التوافق مع التركيز على بناء علاقات صحيّة مثمرة في إعادة تشكيل التسلسلات الهرميّة التقليديّة للقيادة. فمن خلال تثمين وجهات النظر المختلفة وتشجيع إقامة حوار صريح وبنّاء، تخلق المرأة القائدة بيئة عمل تحتضن جميع الآراء وتقدّرها، وهو ما يساهم بدوره في إرساء إطار أقوى لعملية اتخاذ القرار وغرس شعور بالمسؤولية الجماعيّة بين أفراد الفريق.  

2. الأساليب المبتكرة لحل المشاكل 

توفر الخبرات والرؤى المتنوعة التي تأتي بها المرأة نظرة جديدة للأمور من زوايا مختلفة، وهو ما يساعد على ابتكار حلول فعّالة وغير تقليديّة في الوقت ذاته للتحديات المعقدة. وقد أثبتت البحوث والدراسات أن المؤسسات الناشئة التي تتمتع بفريق قيادي متنوّع تحقق النمو بوتيرة أسرع من مثيلاتها ذات الفِرق الأقل تنوعّا، بل وتتفوق عليها في الأداء.  

3. القدرة على التكيّف والصمود 

رغم الصعوبات الأكبر التي واجهها الجميع في مساعيهم لتأسيس الأعمال في أثناء الجائحة، سجّلت المرأة آفاق مستقبليّة أفضل للنمو وكانت أكثر قدرة على التكيّف مع الأوضاع بفضل مرونة إستراتيجياتها خلال هذه الفترة العصيبة. وقد تجلّت هذه الظاهرة بوضوح في شتّى المناطق حول العالم، حيث سجلّت رائدات الأعمال احتمالات أفضل للنمو مقارنةً بفترة ما قبل الجائحة، لا سيّما في البلدان مرتفعة الدخل.  

4. التأثير المجتمعي والاجتماعي 

تحرص النساء على الاستثمار في مجتمعاتهن المحليّة، مما يساهم في إتاحة مزيد من الفرص الوظيفيّة ويدفع عجلة التغيير الاجتماعي الإيجابي. لذا فإنه من خلال دعم المؤسسات التي تقودها المرأة والاستثمار فيها، نشارك جميعًا بدور فعّال في بناء مستقبل أكثر إشراقًا ومساواةً وإنصافًا واستدامة.