22.05.2022

موقع “كوووورة” من هواية إلى صفقة تتجاوز 25 مليون دولار

هل خطر ببالك يومًا أن تقوم بإنشاء موقع إلكتروني صغير لإحدى هواياتك المفضلة ثم تقوم ببيعه لاحقًا مقابل مبلغ يتجاوز 25 مليون دولار؟!

لم تكن تلك الفكرة تراود خالد الدوسري عندما أطلق الموقع الإلكتروني “كووورة” في عام 2002، كمنصة رياضية تجمع أخبار البطولات والفرق والأندية في مختلف المجالات الرياضية وبالأخص كرة القدم، حيث كان خالد يقوم بإدارة كافة عمليات الموقع بمفرده في سنوات مشروعه الأولى، إلى أن تمكن من وضع أسس متينة للمنصة الرياضية الأولى في الشرق الأوسط.

بعد عشر سنوات من التأسيس وبعد النجاح منقطع النظير الذي شهده “كووورة” منذ انطلاقته تمكن خالد من التوسع في عمليات موقعه الإلكتروني ليصل فريق عمله إلى 80 شخصًا بحلول العام 2015.

يقول خالد الدوسري في لقائه مع رويترز: ” طوال مدة طويلة كان “كووورة “يعتمد على شخص واحد، فقد كنت أنا أقوم بكل شيء سواء كان تنظيم العمل أو الإدارة، وخلال السنوات الأخيرة تحول الموقع إلى مشروع متكامل”. إلا أنّ تزايد رقعة الجمهور المستهدف، وتوسع أنشطة الموقع، أدى إلى ضرورة تحول الموقع من مجرد منصة يقوم عليها شخص واحد إلى شركة قائمة تضم “. إذ أنّ تزايد رقعة الجمهور المستهدف، وتوسع أنشطة الموقع، أدى إلى ضرورة تحول الموقع من مجرد منصة يقوم عليها شخص واحد إلى شركة قائمة تضم فريقًا من الخبراء والمختصين في مجالات التكنولوجيا، والتحرير، وصناعة المحتوى المقروء والمصور، إضافة إلى فريق من المراسلين الذين يعملون على تغذية الموقع بأبرز المستجدات الرياضية حول العالم أولاً بأول للحفاظ على بقائه داخل إطار المنافسة.

حافظ الموقع على تواجده في قائمة المواقع الأكثر زيارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، حيث جاء “كووورة” في المركز الرابع في التقرير الأخير لعام 2021 الذي نشرته مجلس فوربس لأكثر المواقع زيارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إذ تجاوز عدد زوار الموقع ما يزيد على 115.9 مليون زائر خلال عام، كما تصدّر الموقع القائمة في سنة 2017 متفوقًا بذلك على عدد من المواقع الرائدة مثل سبق وMBC.

خلال فترة الجائحة، ومع انحسار النشاط الرياضي حول العالم وتعليق العديد من البطولات والفعاليات الرياضية، إلا أنّ خالد استمرّ في حثّ فريق عمله على تكثيف جهودهم في هذه الفترة والبحث عن الأخبار واستقائها بشكل استباقي وصناعة المحتوى المكتوب والمصور في الوقت الذي شهدت العديد من المواقع الرياضية الأخرى تراجعًا كبيرًا في متابعاتها، وبهذا حافظ الموقع على مكانته في صدارة المنصات الرياضية العربية.  كما أنّ الطبيعة التكنولوجية لنشاط الموقع ساهمت في تسهيل عملية التواصل بين مختلف أعضاء الفريق العامل في كووورة والمراسلين المتواجدين في دول مختلفة، دون التأثر بقيود الإغلاق أو قوانين الحجر التي فرضتها الجائحة آنذاك. وعليه، ومع عودة النشاط الرياضي تزايد عدد زوار ومتابعي الموقع بنسبة 25%.

تمكّن هذا النجاح من لفت أنظار شركة FootballCo الشركة الأولى عالميًا في المحتوى والإعلام الرقمي الخاص بكرة القدم، لتستحوذ على “كووورة” مقابل صفقة تتجاوز قيمتها 25 مليون دولار سيتم على إثرها نقل مقر العمليات للمملكة العربية السعودية ودمجها مع موقع GOAL الذي تديره الشركة.

واليوم يبلغ عدد مستخدمي الموقع 25 مليون مستخدم، ويغطي أكثر من 42 رياضة مختلفة، ومن المتوقع أن يتزايد هذا العدد بعد استحواذ Footballco ليصل إلى 640 مليون مشترك شهريًا.

يقول خالد الدوسري: “أنا فخور بأنني أسست موقع “كووورة” وجعلته يصل إلى هذا المستوى وأنا متحمس لرؤية المدى الذي قد يصل إليه من النمو باعتباره جزء من Footballco، ومنذ اليوم الذي تم إطلاقه فيه، عملنا بكل جد واجتهاد للحفاظ على المكانة الرائدة لموقع كووورة على جميع المستويات.”

هذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة لعدة عوامل منها:

  • المتابعة الحثيثة والانتباه لكافة التفاصيل المتعلقة بهذا المشروع والبحث عن أوجه التطوير الممكنة
  • مراعاة السرعة والدقة والموضوعية في نشر الأخبار والمواضيع، وهو ما يعتبر أحد أهم ركائز العمل الإعلامي
  • الدراسة المستمرة للسوق المستهدف وسلوكيات الجمهور بهدف تقديم تجربة متخصصة وممتعة تساهم في رفع معدل استقطاب الزوار والحفاظ على المشتركين الحاليين
  • توسيع جغرافية ورقعة السوق المستهدف من خلال إتاحة الخيارات المتعددة كاللغة والاشتراك والإعلانات وغيرها
  • التوسع في فريق العمل والاعتماد على مراسلين محليين ودوليين لتحديث المحتوى بصورة مستمرة
  • الطبيعة التكنولوجية لهذه المنصة، والتي تتيح فرصًا أكبر للنمو والتطور بكفاءة عالية وتكلفة أقل، إلى جانب القدرة على إيجاد الكفاءات العاملة من صانعي المحتوى والتقنيين والمراسلين من مختلف دول العالم والتنسيق بينهم لصناعة محتوى متنوع ومتجدد على مدار الساعة.

عند النظر إلى عالم ريادة الأعمال، نجد الكثير من المشاريع التي بدأت كهواية، وتمكن أصحابها من تنميتها وتحويلها إلى شركات ناجحة ومتميزة من خلال التوظيف الأمثل للموارد المتاحة، والبحث عن فرص النمو المحتملة، عبر طرح الحلول التي تساهم في معالجة الفجوات الموجودة في السوق، والتركيز على جوانب التميز، والتوسع إلى الأسواق الإقليمية والدولية لتحقيق المزيد من التطور والنجاح.

كما أنّ التوظيف الأمثل للحلول التكنولوجية المناسبة في مختلف الأعمال سواءً كان نشاطها التجاري قائمًا على التكنولوجيا أو مستفيدًا منها يساهم في التأثير بشكل إيجابي على إنتاجية وجودة أداء العمليات، لما يتيحه من حلول الأتمتة والتواصل وأنظمة الإدارة وغيرها.

وما تزال فرص النمو تتزايد اليوم بشكل مستمر، وخاصة مع ظهور العديد من المتغيرات التي أعادت تشكيل واقع السوق لاستيعاب المزيد من المبدعين والمبتكرين ممن يسعون لتحويل شغفهم إلى أعمال تدر عليهم عوائد مجزية. فهل ستكون أحدهم؟